الجوانب الإقتصادية للمقترحات الأمريكية لقمـّة الجزائر الأمريكية الشمال إفريقية

أمريكا تريد تعزيز مكانتها في منطقة شمال إفريقيا

كشفت مسودة المقترحات الأمريكية التي تم تحضيرها لقمة الجزائر نهاية سبتمبر المقبل، عن الأسس والمرتكزات التي ستقوم عليها مبادرة الشراكة الأمريكية الشمال افريقية. وقامت كتابة الدولة ومعهد أسبين بصياغتها لتعرض للنقاش في الجزائر.
ركّزت المسودة التي اطلعت عليها ''الخبر'' على مسائل ترغب الولايات المتحدة في تحقيقها من وراء الشراكة الاقتصادية مع دول المغرب العربي، مشيرة أن ''تشكيل الشراكة الأمريكية الشمال افريقية مجدية وتركز على الجهوية، مع تبني النظرة التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما، الذي دعا إلى ''التزام أوسع وأعمق بين الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية عبر العالم''، مضيفة ''مع الأهمية الدبلوماسية والاقتصادية لمنطقة شمال افريقيا، فان هذه الشراكة تمثل فرصة لتدعيم وتقوية تواجد الولايات المتحدة في المنطقة، بفضل تشجيع التعاون البيني وتنمية الفرص الاقتصادية وإنشاء أرضيات للشبكات ما بين أرباب العمل ومسيري الشركات والمؤسسات في المغرب العربي.
وأشارت المسودة أن بلوغ هذا الهدف يتحقق ''بفضل تطوير الشراكة الاسراتيجية بين رجال الأعمال الأمريكيين والمغاربة وبين الجمعيات والمنظمات لكلا الطرفين.''
وكشفت المسودة عن ''مساهمة خبرة معهد أسبين في تسهيل وتدعيم الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص لخلق فرص اقتصادية وتجسيدها ميدانيا، مع اقتراح تكفل المعهد بمنصب الأمانة، إذ سيوفر المعهد خبرته التي طورها في اطار الشراكة الأمريكية الفلسطينية والشراكة الخاصة بأصحاب المشاريع الجديدة لتوفير الموارد والنماذج لتسليم المشاريع المدرجة في إطار الشراكة في ظروف حسنة.
عدة مشاريع تنتظر التجسيد
كشفت المسودة أن ''عدة مشاريع للشراكة تم تحديدها وأن العديد من الشركاء يعملون معنا لتحضير البرامج الضرورية لمعهد الفرص الاقتصادية الذي سيتم إنشاؤه. وهو يشكل المهمة الأولى التي ستتجسد في اطار الشراكة؛ حيث سيتم تطوير المعهد الذي سيركز على خمسة برامج فرعية تعد جوهر الشراكة القائمة.''
وحددت المسودة الأسس الخمسة التي سترتكز عليها الشراكة وهي: ''رواد الأعمال الشباب وشبكة الجمعيات ويهدف البرنامج إلى تيسير الروابط فيما بين الشباب وكبار رجال الأعمال في بلاد المغرب العربي وتدعيم الروابط فيما بينهم وبرامج التواصل الاجتماعي. وسيكون المجلس الأطلسي للولايات المتحدة بمثابة الشريك الرئيسي لهذا البرنامج.'' أما البرنامج الثاني فتتعلق بـ''أكاديمية الريادة والتكوين، ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز تحسين أداء الإدارة وتفعيل عناصر التسيير، والاعتناء بالمهارات والكفاءات. وتساهم هيئات التعليم من اجل التوظيف في تطوير البرامج.''
في نفس السياق، يتعلق البرنامج الثالث بالابتكار وحاضنات التكنولوجيا: الهدف الأساسي للبرنامج هو تعزيز مبادرات الأعمال الجديدة في المنطقة في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة، والتكنولوجيا العالية، والرعاية الصحية، والمساعدة في تطوير شراكة في رأس المال، وتدعيم البحوث في مجالات التكنولوجيا والعلوم. ويدعم هذا البرنامج الهيئة الأمريكية للبحوث والتنمية كشريك رئيسي والذي سيوظف الموارد المالية في بداية الأمر بدعم من كتابة الدولة لمواصلة هذه البرامج في شمال افريقيا. وقد حظي البرنامج بدعم مجموعة ''أنتل'' لتطوير حاضنة الإبداع والتكنولوجيا وتدعيم برامج المعهد.''
كما قام معهد فنون المقاولة والأعمال الأمريكي بدعم برنامج حاضنة أعمال الفنانين الشباب، وأبرمت اتفاقية شراكة مع جامعة جنوب المتوسط بتونس لتجسيد برنامج الامتياز للمقاولاتية الذي يهدف إلى تطوير قدرات تطوير المبادرات لدى أرباب العمل ورجال الأعمال.
ثلاث هيئات لتسيير الشراكة
من جانب آخر تم تحديد ثلاث هيئات لتسيير الشراكة أولها مجلس المستشارين الذي يتكون من رجال الأعمال وأرباب العمل ورؤساء المؤسسات البارزين، فضلا عن مسؤولي شركات سابقين وصناع قرار بالولايات المتحدة وشمال افريقيا، إلى جانب شخصيات مؤثرة من الجالية المهاجرة المغاربية، فضلا عن ممثلي البلدان المنتخبين من بين الوفود الخمسة في شمال افريقيا المختارين في قمة الجزائر. وسيلعب المجلس دور المسهل لتجسيد المشاريع وتقديم الخبرة والاستشارة والتوجيه، أما الهيئة الثانية هيئة ممثلي الدول، فإنها تجمع مسؤولين بمثابة ''سفراء'' وتعهد إليهم مهمة توفير المعلومات الاقتصادية والتقنية وتوفير الخبرات التقنية عن بلدانهم حول نقاط مثل البرامج الاقتصادية والتنموية القائمة والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال وغيرها من نقاط الاتصال اللازمة لبناء شراكات محلية في كل دولة وبين البلدان المغاربية، وسوف تعمل بشكل وثيق مع وفود أخرى من قمة الجزائر في برامج تيسير المشاريع والاستثمار، تعمل جنبا إلى جنب مع اللجنة التوجيهية والأمانة العامة والشركاء المحليين لتعزيز البرامج داخل البلد، وتنظيم المؤتمرات والشراكات. وأخيرا لجنة التوجيه وتضم منظمات من الولايات المتحدة وشمال افريقيا تقيم شراكة فيما بينها.
وخلصت المسودة إلى''اتفاق على مباشرة مضمون البرامج الخمسة المذكورة سلفا في إطار معهد الفرص الاقتصادية. وتقوم كل مؤسسة وهيئة شريكة بتطوير وتنظيم البرامج المختلفة، وسوف نعمل على معالجة نقاط للتعاون وكذلك الشروع في ضمان تجسيد مشاريع من أجل تعزيز شبكة قوية من الشراكات وعلى تحقيق أهداف منها توفير الفرص الاقتصادية لتعاون جهوي بين دول المغرب العربي، وارساء شراكة قوية بين الولايات المتحدة والمغرب العربي وتطوير الفرص الاقتصادية من خلال دعم رجال الأعمال وتجسيد المشاريع والتكوين ودعم رواد الأعمال.''