الدكتور عظيمي: إسرائيل المستفيد الاول من تسريبات "ويكيليكس"[centre]
[/centre]
أكد الدكتور احمد عظيمي، العقيد المتقاعد وأستاذ العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، أن الوثائق التي يسربها موقع "ويكيليكس" لا يمكن أن نضعها ضمن خانة "وثيقة سرية جدا" كونها أشياء معروفة ولا تحمل أي جديد يذكر، وإنما الاختلاف يكمن في أنها جاءت في شكل وثائق مكتوبة وعليها ختم الخارجية الأمريكية أو أية جهة أخرى.
وقال المحلل في الشؤون الأمنية والدولية، في حوار خص به موقع الإذاعة الجزائرية، إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف تسربت هذه المعلومات ومن يقف وراءها، وهل تهدف بالدرجة الأولى المساس بالعلاقات الأمريكية العربية أو العلاقات العربية العربية في حد ذاتها؟
*** تثير 250 ألف وثيقة دبلوماسية أميركية قام موقع ويكيليكس بكشفها، استياء في الأوساط الرسمية في العالم بما في ذلك في واشنطن حيث وصف البيت الأبيض نشرها "بالجريمة الخطيرة".
- في رأيكم، هل ستحدث هذه التسريبات شرخا في العلاقات الدبلوماسية بين بلدان العالم؟الدكتور احمد عظيمي: كل ما قدمه الموقع من وثائق لحد الآن لا يضر بالمصالح بين الدول ولا بمصالح أمريكا مع دول أخرى، فهي تعد بقايا وثائق فقط وليست وثائق حقيقية، لأن ما قدمته لحد الآن وما اطلعنا عليه من معلومات هي مجرد معلومات عامة ومعروفة لدى الجميع وسبق للصحافة العالمية والعربية وحتى الوطنية وان تناولتها، فعلى سبيل المثال الكل يعلم أن المغرب منزعج كثيرا من القوة العسكرية الجزائرية، وهو يتمنى أن تضغط أمريكا على الجزائر، كما الكل يعلم بالعلاقات الحميمية القائمة بين القصر الملكي المغربي وإسرائيل وبين بعض الحكومات العربية وإسرائيل،هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، الكل يدري أن العداء بين دول الخليج وإيران قائم منذ القدم، إذن كل المعلومات التي قدمت معروفة، فمهمة كل سفير في أي بلد هي جمع المعلومات وتقديمها لحكومته حتى تكون على بيّنة بما يقع في هذه الدولة أو تلك.
[centre]
[/centre]
*** بخصوص الجزائر، قالت مذكرات دبلوماسية أميركية نشرها موقع ويكيليكس أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان يرى في 2007 أن "فرنسا لم تقبل فعليا يوما الاستقلال الجزائري" وتحاول تصفية حساباتها مع الجزائر "عبر دعم المغرب".
وحول الصحراء الغربية، قال بوتفليقة "لو كنت أستطيع حل المشكلة لفعلت ذلك...لكنني لا أستطيع التحدث باسم الصحراويين".
- هل يمكن القول أن هذه الوثائق تؤكد على أن الجزائر لا تشكل تهديدا للمغرب؟*** هذا هو الموقف الرسمي للجزائر لان الجزائر لا تتحدث باسم الصحراويين ولا تضغط عليهم وهي مع مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي دوما وبالتالي ما كشف عنه موقع ويكيليكس لا اعتبره معلومة جديدة،هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، هذا ليس بالشيء الجديد على الجزائريين فكلهم يعرفون أن فرنسا لم تصفي حساباتها بعد مع الجزائر بعد أن أسقطت ثورة الجزائر القناع عنها، وكذا الكل يعلم بان فرنسا تدعم المغرب منذ 1975 ماديا وفي المحافل الدولية في احتلاله للصحراء الغربية.
*** الملاحظ من خلال ما ينشره الموقع أن العرب (السعودية- البحرين- مصر- سلطنة عمان- العراق...) أبرز الحاضرين في وثائق ويكيليكس:
- في نظركم، هل جاء الموقع في برقياته حقا بجديد يذكر فيما يتعلق بالحكام العرب وهل يستحق كل اللهفة والفضول الذي أحدثته وسائل الإعلام حول هذه التسريبات ؟*** وسائل الإعلام تبحث دائما على الإثارة و"ويكيليكس" حقق لها هذه الإثارة، ولا جديد يذكر فيما يتعلق بهذه التسريبات، فالصحافة العربية تكلمت من قبل عن إفلاس النظام العربي وعن تعامل البعض مع المخابرات الإسرائيلية وتدعيمهم لها.
فمثلا رد المملكة العربية السعودية على أن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس أخيراً "لا تعنيها"، هو رد طبيعي لأنها لا تستطيع أن تلوم أو تحتج على أمريكا.
*** وهل يمكن القول أن إسرائيل هي من تقف وراء هذه التسريبات؟*** ما يمكن قوله أن إسرائيل هي المستفيدة الكبيرة اليوم من هذه التسريبات لأنها الوحيدة التي لم تمسها الوثائق المسربة والتي بينت أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لها مقومات الدولة وليست داخلة في الصراعات.
ومن جهة أخرى، كل الأخبار التي سربتها الموقع تعطي صورة على أن الأنظمة العربية مهلهلة وان العرب يتصارعون فيما بينهم وان المعلومات المسربة تدفع نحو ضرب إيران، وكان الرئيس الأمريكي قد قال إن جيران إيران منزعجين من النووي الإيراني وهو ما يصب في نفس اتجاه الوثائق المسربة، حيث لا يمكن لجهة معينة أن تجمع كل هذه المعلومات مرة واحدة سوى المخابرات الأمريكية، لذا قد يكون ضابط من المخابرات أو هيئة المخابرات الأمريكية هي نفسها من تسرب هذه المعلومات.
*** أصدرت الشرطة الدولية "الانتربول" مذكرة اعتقال بحق جوليان اسانجي مؤسس الموقع الالكتروني "ويكيليكس" للاشتباه في تورطه في فضائح أخلاقية:
- هل يمكن اعتبارها حملة لتشويه سمعته تشنها وزارة الدفاع ردا على نشره لوثائق سرية؟*** الواقع أن أمريكا تحاول أن تظهر بان الوثائق التي نشرت هي تسريبات وإنها منزعجة منها لذلك يتحدثون عن فضائح أخلاقية وعن معاقبة صاحب الموقع وعن ومقاضاته، وهذه الوثائق ليس لها أهمية بالشكل المتوقع منها فالمشكلة ليس في صاحب الموقع وإنما من يستفيد من هذه الوثائق والتي هي إسرائيل لا أكثر.
*** قال مؤسس موقع "ويكيليكس" والمشرف على تسريباته من وراء الكواليس، إن أحد المصارف الأمريكية الكبرى سيكون الضحية المقبلة لتسريبات جديدة سينشرها الموقع قريباً.- هل يمكن القول أن "ويكيليكس" اصبح مسلسل ينتظر الناس حلقاته حلقة حلقة؟ وهل أصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام في نقل هذه الوثائق السرية، وترجمتها والتعليق عليها؟*** نعم يمكن القول أن ويكيليكس" اصبح مسلسل ونحن ننتظر الآن عن ما سيقوله حول هذه المصارف لكن يمكن القول انه يتكلم على أن هناك معاملات معينة غير قانونية وغير أخلاقية لدى هذه المصارف وهذا غير جديد وشيء معروف على أن هذه المصارف العالمية تتعامل بطرق معينة ولا انتظر أن تكون هناك فهلا وثائق تدين المصارف.
وما يمكن قوله أن هذه الوثائق تهدف إلى شيء ما يجب أن نبحث عليه إما جاءت لضرب إيران أو خلق بلبلة حول الأنظمة العربية وهو ما سيظهر في الأسابيع القادمة.
*** وفي الأخير، وبغض النظر عمن يقف وراءه وما هي دوافعه للنشر وطريقة حصوله على المنشورات، أصبح اليوم موقع "ويكيليكس" بوابة الإعلام الأولى في العالم بلا منازع حيث جعل من وسائل إعلام أخرى تابعة له تعيد نقل ما ينشره:
- هل يمكن القول أن الموقع أضحى ظاهرة إعلامية تستحق البحث والتأمل والتساؤل؟ وباختصار هل نحن نعيش عصر "ويكيليكس"؟*** لا يمكن القول بأنه عصر "ويكيليكس" وإنما عصر استعمال الانترنيت وتكنولوجيات الاتصال لتحقيق أغراض غير واضحة المعالم، كما لا يمكن القول انه أضحى ظاهرة بأتم معنى الكلمة وإنما هو وسيلة لتحقيق مآرب خفية، فما يهم الآن هو من يقف وراء هذه التسريبات وليس في ويكيليكس كشخص له موقع حقق من خلاله سمعة دولية، وهنا نتساءل هل هناك مشكلة داخلية في أمريكا أم المقصود بها هي العلاقات الأمريكية العربية أو إيران أو حتى العلاقات العربية العربية، وما يمكن القول أن هناك شيء يحضر للمنطقة العربية
المصدر: الإذاعة الوطنية الجزائرية.
شـُهرة العضو
نقـاط التمـيّـز
الإقامة
أوسمة
الإثنين 06 ديسمبر 2010, 2:09 pm
