منتديات تـاجـنانـت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تـاجـنانـت

TAJNANET.YOO7.COM
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  24 ساعة من الحرية......

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Luis Pasteur

._


._
Luis Pasteur


مشرف عام
ذكر
عدد المساهمات : 159
شـُهرة العضو شـُهرة العضو : 441
نقـاط التمـيّـز نقـاط التمـيّـز : 111
التسجيل : 26/03/2012
الإقامة الإقامة : تاجنانت
أوسمة أوسمة :  24 ساعة من الحرية...... 2
 24 ساعة من الحرية...... 1262

 24 ساعة من الحرية...... Empty
مُساهمةموضوع: 24 ساعة من الحرية......    24 ساعة من الحرية...... I_icon_minitimeالخميس 29 مارس 2012, 9:28 am

خرج من الباب الحديدي فرحا و مبتهجا لكونه سيرى الشمس والقمر من جديد. لم يصدق انه قادر على المشي و التحرك و الذهاب حيث يشاء دون حسيب أو رقيب. لم يعلم أي فرد من أفراد عائلته بأنه سيباغتهم بزيارته تلك و سينغص عليهم فرحتهم و حياتهم السعيدة بدونه. تسلًم حقيبته و مفاتيح منزله و هاتفه الذي أُخذ منه قبل الدخول. لم يلتفت خلفه بتاتا و لم يفكر بالعودة إلى هناك، تعلم دروسا كثيرة هناك و سمع قصصا كثيرة مؤسفة و مُبكية. قرر أن لا يرتكب خطأ مماثلا يعيده مرة أخرى إلى ذلك المكان المتسخ مع أولئك الأشخاص المرضى و المنبوذين من قبل كل أطراف المجتمع. منهم من هو مظلوم و منهم من كان مجبرا على ذلك بفعل الغضب و الغيرة و الكرامة و الشرف. قضى محمود 10 سنوات من الخمس عشرة المقررة له، نال عفوا مفاجأ بالرغم من أن زوجته الفاضلة و بناته الجميلات و أخاه المهذب لم يسألوا عنه أو يدفعوا رشوة لأولئك الذين يحرفون و يغيرون الأسماء التي تُقدم للعفو. مرت العشر سنوات سوداء في سجن أسود اختلط فيه الأبرياء بالمجرمين و نال منهم المذنبون البراءة، و عانى و قاسى فيه الأبرياء حتى انقلبوا مجرمين و سفاحين. لم يغادر محمود السجن إلا بعد أن ودع الجميع من سجانين و مسجونين معتقدا بأنه لن يعود يوما إلى هناك.

كان لمحمود زوجة شريرة و منافقة تسمى عزيزة لم تترك جارا إلا و عاشرته و ضاجعته. و كان له أخ مجرم لا مكان له بين الناس و لا يستحق أن يعيش حرا، لم يترك رذيلة إلا و اقترفها و لم ينجو منه لا نساء و لا بنات و لا حتى الأطفال . و إضافة إلى هذين الشخصين، كان لمحمود بنتان من بنات الشارع، لم تجدا وصيا و لا واليا أو مربيا بعد دخول أبيهما للسجن. كانت عزيزة تعلم بناتها كل أنواع الرذيلة و الفساد، بل و كانت تبيع رفقة أخ زوجها المخدرات و الخمر في منزل محمود الذي دخل للسجن بسبب وحيد هو غيرته و كرامته. كان السبب هو جريمة قتل راحت ضحيتها ابنته البكر بعد أن وجدت في وضع مخل مع حبيبها و اكتشف بأنها مدمنة على الفساد و الانحراف فقرر تخليصها من جسدها و ترك روحها تغادره.... كانت عزيزة تزور محمود في السجن و توهمه بأن الأوضاع عادية و تكثر من شكر و مدح أخيه المجرم و تبدأ بتقليد التماسيح و إخراج دمعتين أو ثلاث تطرد الشك و الريبة من مفكرة محمود و تجعله يثق في زوجته و أخيه الذي كان يرافقها في بعض الأوقات لزيارة أخيه و لتمثيل دوره في المسرحية. كان يتظاهر الطرفان بأنهما يستحيان من بعضهما البعض و لا يستطيعان النظر إلى بعضهما البعض مصرحين بأنهما لا يلتقيان إلا أمام السجن..... أما بخصوص المساعدة و المال المزعومين فقد كان يرسلها لها عبر البريد و لا يلتقي بها بتاتا. لم أحد غير الله بنواياهما و حقائق أكاذيبهما الشيطانية..... خرج محمود من سجنه بعد العصر و استقل حافلة متوجها إلى قريته الكبيرة... وصل على الساعة العاشرة مساءً، لم تكن لا شمس و لا قمر بل كانت السماء سوداء و النجوم غائبة تاركة المجال لظلام كاحل يمزق القلوب و النفوس. لم تكن القرية الهادئة تعرف بزيارة محمود بالرغم من أن الكل كان محترفا في تحليل و مناقشة الأخبار و المسائل الخاصة بالقرية و توقع المستحيلات و استحضار الغائبات.... فاجأ محمود القرية و باغتها، لم يترك لزوجته و حبيبها أخيه و بناته فرصة للإعداد و إخفاء أدوات الجريمة أو الجرائم.... فتح محمود الباب و دخل فجأة، لم يجد أحدا في البهو لذلك قرر الدخول لغرفة نومه.... سقطت الحقيبة و سقطت كل الخيرات و الهدايا التي اقتناها بمال مقترض....ساد الصمت، تحطمت المشاعر و انهارت الأعصاب... حزنت السماء و الأرض للمنظر الفظيع....يا ليته لم يدخل، لم يصدق عينيه و لم يفكر في ما رأى.... أراد العودة من أين أتى.... لعن اليوم الذي وُلد فيه و الدقيقة التي غادر فيها السجن.... لم يفكر كثيرا، لم يتحرك الآخرون... أراد الأخ أن يقول شيئا لكن محمود أدار وجهه و خرج.... صعد باتجاه السطح لرمي جسده من هناك و تحرير روحه من سجنها الأبدي.... وصل إلى الطابق الثاني، استوقفته ضحكة و قهقهة كانت لإحدى ابنتيه.... منظر آخر فظيع.... تراجع عن قرار الانتحار و قرر العودة من حيث جاء....أخذ فأسا صغيرة من بيت صغير... استمر الصمت.... ليلة سوداء خلفت أربعة جرائم راح ضحيتها امرأة و بنتها و رجل و ابنه. كانت الزوجة تنام مع أخ محمود، أما بنته فكانت تضاجع ابن الأخ الفاضل.... لم ينجو من الأسرة إلا البنت الصغرى التي كانت في مهمة سامية مع أحد الموظفين السامين...... نجت بأعجوبة، لكن ربما يأتي دورها إذا حدث خطأ آخر و تم وضع اسم محمود في لائحة المستحقين للعفو..... نام محمود نوما هنيئا بعد أن جمع الضحايا جميعا في بيت واحد.... استيقظ متأخرا و استحم و أخذ نفس الحقيبة و الهدايا و الأغراض وعاد في نفس الحافلة متوجها إلى نفس السجن بنفس المدينة. كانت الساعة الرابعة بعد الزوال عندما طرق الباب... كان أول من يطرق باب السجن.... وُوجه بالرفض في بادئ الأمر لكنه قدم تلك الهدايا للحراس فسمحوا له بالدخول والارتياح في انتظار توصل الشرطة بخبره بعد شهر أو عام أو قرن.... لم تدم فترة حريته 24 ساعة، كانت حرية مميتة....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
24 ساعة من الحرية......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تـاجـنانـت :: ˚ஐ˚{ ♥ ترفيه و تسلية ♥}˚ஐ˚ :: استراحة المنتدى-
انتقل الى: